من أهم ما عرف عن الاسكندرية، كانت »المنارة« التي اعتبرها الجميع واحدة من أهم عجائب الدنيا.. وبالغوا في وصفها وأسطوريتها.. ولأنه لم تعد المنارة أمام عيوننا اليوم لذا سنلجأ لمؤرخي العرب المشهورين حتى يحكوا لنا حكاية تلك المنارة العجيبة أو لنقل الأسطورة.
يتكلم »المسعودي« عن منارة الاسكندرية فيذكر أن أكثر المصريين يعتقدون أن الذي بناها هو »الاسكندر بن فيليبش المقدوني« ومن المصريين أيضا من يعتقد أنها ترجع الى الملكة »دلوكة« حيث بنتها لتكون مكانا تراقب به أعداءها.. وربما يعتمد البعض على عاشر ملوك الفراعنة ليكون صاحب المنارة.
إلا أن »المسعودي« يذكر أيضا رأيا عجيبا يقول أن الذي بنى مدينة »روما« هو الذي بنى الاسكندرية ومناراتها والأهرام بمصر، وإنما أضيفت الاسكندرية الى (الاسكندر) لشهرته باستيلائه على كثير من ممالك العالم.
ويشتد خلال المؤرخين العرب حول العبقري صاحب بناء »المنارة« فيقول »ابن عبدالحكم« أن الذي بناها لم يكن الاسكندر بل هي الملكة (كليوباترا) وهي التي حفرت الخليج في الاسكندرية وبلطت قاعه.
ولم يعد »للمنارة« أي وجود الآن.. ولا يتذكرها أحد إلا باعتبارها أحد أهم عجائب الدنيا.. وربما تكون بقاياها غارقة في البحر أو كما يدعي البعض أنها هدمت تماما وبنى مكانها قلعة قايتباي منذ مئات السنين. لكنها عموما ستظل إعجازا بشريا أقرب الى الأسطورة فاتحا أمامنا متاهة الأسئلة.